قد تسأل نفسك ما الذي يميز هذه الهوية التجارية عن غيرها ؟
عندما أردنا أن نبحث قبل كتابة هذه المقالة عن أفضل المشاريع المحلية التي تجيد فن بناء وإظهار الهوية التجارية لفتنا مشروع رِسَال
المخصص لهدايا الورد والشوكولا والتذكارات. الرائع في عملهم أنهم يلامسون خيال العميل ومشاعره ويترجمونها بعد ذلك في منتجات مخصصة مميزة للغاية. وخلال سنة واحدة منذ انطلاقة المشروع بعدة منتجات وفي مدينة واحدة، توسع الآن ليشمل أكثر من أربعين منتجا وفي سبعة مدن رئيسية في السعودية.
وما بين التعاون التجاري الناجح مع عدة مشاريع محلية، ولفتاتهم مع رجال الحد الجنوبي وفي مناسبات شعبية أخرى قام مشروع رسال ببناء صورة إيجابية للغاية في أذهان المتابعين، ويظهر ذلك جليا في نتائج الاستطلاع الذي أجروه لقياس مدى الرضا عن خدماتهم.
ما علاقة التسويق والإعلان بحديثنا عن الهوية التجارية ؟
يقع الكثيرون في خطأ فهم الهوية التجارية على أنها شعار المؤسسة، أو تصميم المواقع والحسابات الخاصة بالمشاريع التجارية وبقية المؤثرات البصرية المستخدمة! في الواقع، الهوية التجارية هي أكثر من ذلك، وأشمل من هذه الأفكار.
هي روح المشروع التجاري التي يتواصل بها التاجر مع عملائه والمتحدث الحقيقي عن كل ما يفعله في المشروع، وكل ما يملكه، وكل ما يؤمن به وينتجه. قد يمتد الأمر من بطاقات الأعمال، إلى البروشورات والإعلانات وبقية التصاميم المرئية وحتى استخدامك لمواقع التواصل الاجتماعي ومخاطبتك للجماهير.
إذن، هي ترجمة ملموسة لرؤية ورسالة وقيم المشروع سواء أكانت في صورة كلمات أم مرئيات.
إن أهمية بناء الهوية التجارية بشكل محترف للمشروع تأتي من أهمية تمثيل العمل التجاري لشخصيتك، وتطلعاتك، وأحلامك؛ فهي التي تسمح بإيصال رسالة محددة تؤمن بها في كل الطرق المتبعة للإعلان والتسويق، وتجعل أجزاء المشروع مترابطة في جسم واحد وكيان واحد. يمكن أن نقول إنها القاعدة التي تُبنى عليها مفاهيم التميز والوعي وولاء العملاء تجاهك عندما تنفذ بطريقة صحيحة. وعندها فقط سوف تتحول من كونك مشروعا تجاريا مبهما إلى شخص وروح وحضور إنساني.
يقول جيف بيزوس مؤسس أمازون: “الهوية التجارية للشركات والمؤسسات تشبه سمعة الإنسان. إنك تبني السمعة الجيدة عندما تقوم بعمل الأشياء الصعبة بطريقة صحيحة”.
والأمر لا يختلف كثيرا عندما يكون المشروع التجاري إلكترونيا، فهل هناك استراتيجيات يمكن أن تتبعها عندما تريد أن تخلق الهوية التجارية لمتجرك والتي تُلاحظ من بعيد؟ نعم بالتأكيد! ولتعلم ما هي اتبع معنا الاستراتيجيات التالية:
أولا: حدد من هم عملاؤك
وهذه الاستراتيجية يمكنك أن تحولها لنقطة قوة كبيرة عندما تحدد الشريحة التي تريد أن تستهدفها، ولكن يحتاج الأمر إلى البحث واتخاذ القرار ومن ثم الانطلاق. فإذا كنت تريد أن تبني الهوية التجارية المميزة والمختلفة، عليك ألا تهتم بأي أحد لا يحب ما تفعله. ركز على من يرغبون فيما تقدم.
ثانيا: كن حقيقيا
ما الذي نعنيه بذلك؟ هناك سوء فهم شائع في هذا الموضوع، فكونك تدير عملا احترافيا وناجحا لا يعني بالضرورة أن تكون لغتك غاية في الرسمية والجدية. في الواقع عندما تظهر إنسانيتك، والجانب المرح والغريب منك في إدارة حساباتك ومشروعك بأكمله سيتمكن العملاء وزوار الصفحة من الإعجاب بك والإحساس بالولاء تجاه عملك وسيرون أنك شخص مثلهم، تخطئ وتثابر وتسعى. الآن اسأل نفسك: هل يمكنك أن تري الجماهير قصة غير مثالية عن عملك بلغة حقيقية وصادقة وقريبة من القلب؟
ثالثا: ابن ثقة الناس بعملك بمبدأ الشفافية.
ربما سمعت مقولة “أننا عند اتخاذ قرار الشراء نحب أن نشتري من الأشخاص الذين نعرفهم، ويعجبونا، ونثق بهم”، ودعنا نبسط موضوع الثقة لك بمفهوم واحد! الشفافية.
يمكنك أن تتحدث في حساباتك وموقعك عن طريقتك في إدارة مشروعك، والأسباب التي دفعتك لاتخاذ بعض القرارات المفصلية، وبعض حكايات التحديات التي خضتها سابقا. هناك طرق عديدة يمكن أن تحقق بها هذا المبدأ، ولمعرفتها اسأل نفسك عن الأجزاء من قصتك والمراحل التي مررت بها والتي قد يقدرها عملاؤك؟ وهل هناك حكاية تستطيع أن تشاركهم بها مما سيجعلهم يعرفونك، ويعجبون بما تقدمه، ويثقون بك؟
رابعا: لا تشعر بالخوف من بيع منتجاتك وخدماتك.
لنكن صريحين، المبيعات هي جوهر عملنا، فلو لم يكن لدينا مبيعات لن يصبح لدينا عمل! ولكن الكثير من التجار يخافون من عرض منتجاتهم للبيع بعبارات واضحة أمام العملاء والأمر الذي يغفلون عنه هو أن ثقتهم في جودة المنتجات تنعكس على اللغة التي يستخدمونها، فلا تنس أبدا أن الجماهير أذكياء ويمكنهم أن يشعروا بما تشعر به عند كتابتك لمنشور ما
خامسا: انشر الهوية التجارية الخاصة بك في كل مكان.
هل شاهدت الحملة الإعلانية واسعة النطاق التي قام بها موقع جولي شيك مؤخرا؟ إن استخدامهم لأسماء المختصات بالموضة في جميع مواقع التواصل الاجتماعي لتقديم عروض وخصومات مؤقتة وحصرية لمتابعيهم هو أفضل مثال على هذه الاستراتيجية. والهدف من هذه الحملة ليس زيادة أرقام المتابعة والمبيعات فقط، بل وترسيخ صورة ذهنية محددة حول علامتهم التجارية. وهذا ما نريد أن يحدث معك.
أخيرا، تذكر ما قاله سيمون سينيك عن أن الناس لا يشترون منتجاتك لحاجتهم لها فقط، بل للحكاية التي ألهمت مشروعك التجاري. وهل هناك طريقة أفضل من بناء الهوية التجارية التي تجعلهم يعرفونك، ويحبونك، ويثقون بك؟